سورة غافر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


{فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} قال مقاتل: توقد بهم النار. وقال مجاهد: يصيرون وقودًا للنار. {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} يعني الأصنام، {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} فقدناهم فلا نراهم {بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا} قيل: أنكروا. وقيل: معناه بل لم نكن ندعوا من قبل شيئًا ينفع ويضر. وقال الحسين بن الفضل: أي: لم نكن نصنع من قبل شيئًا، أي: ضاعت عبادتنا لها، كما يقول من ضاع عمله: ما كنت أعمل شيئًا. قال الله عز وجل: {كَذَلِكَ} أي: كما أضل هؤلاء، {يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ}.
{ذَلِكُم} العذاب الذي نزل بكم، {بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ} تبطرون وتأشرون، {فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} تفرحون وتختالون.
{ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} بنصرك، {حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} من العذاب في حياتك، {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} قبل أن يحل ذلك بهم، {فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ} خبرهم في القرآن، {وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} بأمر الله وإرادته، {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} قضاؤه بين الأنبياء والأمم، {قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ}.
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا} بعضها، {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد ولتبلغوا عليها حاجاتكم، {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} أي: على الإبل في البر وعلى السفن في البحر. نظيره: قوله تعالى: {وحملناهم في البر والبحر} [الإسراء- 70].


{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} دلائل قدرته، {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}.
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأرْضِ} يعني: مصانعهم وقصورهم، {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ} لم ينفعهم، {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقيل: هو بمعنى الاستفهام، ومجازه: أي شيء أغنى عنهم كسبهم؟
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا} رضوا {بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} قال مجاهد: هو قولهم نحن أعلم، لن نبعث ولن نعذب، سمي ذلك علمًا على ما يدعونه ويزعمونه وهو في الحقيقة جهل. {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ} يعني: تبرأنا مما كنا نعدل بالله.
{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} عذابنا، {سُنَّةَ اللَّهِ} قيل: نصبها بنزع الخافض، أي: كسنة الله. وقيل: على المصدر. وقيل: على الإغراء أي: احذروا سنة الله {الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ} وتلك السنة أنهم إذا عاينوا عذاب الله آمنوا، ولا ينفعهم إيمانهم عند معاينة العذاب. {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} بذهاب الدارين، قال الزجاج: الكافر خاسر في كل وقت، ولكنهم يتبين لهم خسرانهم إذا رأوا العذاب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7